من المهم الآن أن تبدأ في الاعتماد على إخبار القصص بالمحتوى الذي تسوقه، أي التركيز على السرد القصصي واستراتيجياته. حيث تشير إحصائية لـ One Spot إلى أن 92٪ من المستهلكين، يفضلون الإعلانات التي تعرض بطريقة السرد القصصي. بالإضافة إلى اتباعك استراتيجيات السرد القصصي التي تمكنك من توفير الكثير من الجهد للوصول إلى اكبر شريحة من جمهورك المستهدف.
فما هو السرد القصصي:
السرد القصصي هو أن تقوم بكتابة قصة تعرض فيها مشكلة كانت تواجه أحد الزبائن وكيف استطاع منتجك أو خدمتك حل هذه المشكلة للزبون بطريقة قياسية. وهو فن تفاعلي تستخدم فيه الكلمات والأفعال لتشجيع عقل المستمع أو القارئ وإثارته لفعل معين.
إن استراتيجية السرد القصصي هي أفضل طريقة لعمل تأثير عاطفي على جمهورك وعندما تستخدم الاستراتيجية بشكل صحيح ستحصل على نتائج مبهرة كهذه القصة التي أرويها لك الآن. منذ 12 عام أراد كل من روب وولكر وجوشوا غلين وهما صحفيين أن يكتشفا أهمية السرد القصصي في التسويق، فاشتريا 200 شيء من e-bay. كان متوسط سعر كل شيء 1 دولار، وطلبا من مجموعة من الكتاب أن يقوموا بإنشاء قصص خيالية قصيرة عن تلك الأشياء، لتُنشر مع صورة المنتج في خانة الوصف، وكانت النتائج مذهلة حيث تم بيع تلك الأشياء بـ 8000 دولار في المجموع. والآن يبدو الأمر رائع فعلاً فقد رويت لك قصة وأصبحت مقتنعا اكثر بالسرد القصصي. ولهذا أصبح من الضروري أن يهتم المسوقون دوما بالقصص التي تدور حول منتجاتهم وخدماتهم والتي تجعل المستهلكين يتعلقون بالأشياء ويرغبون في شرائها. بالإضافة إلى ذلك فإن اعتماد عليه وربطه بمنتجك ومحتواك دوما سيزيد من إثارة القارئ وتعلقه به.
ماهي فوائد السرد القصصي:
- القصص تنمي الوعي بعلامتك التجارية. فالقصة التي تسردها تعبر عن شخصية شركتك وهويتها. وتوضح لعملائك عن سبب وجود وفوائد نشاطك التجاري ومدى حاجتهم لك. وعندما يشعر العميل أنه بحاجة منتجك سيقوم بشرائه غالبا.
- السرد القصصي أكثر الأدوات إقناعاً في التسويق. فعندما تحكي قصة مشوقة حول منتج أو خدمتك فأنت تقدم سبب مقنع للمستهلك للشراء منك. وعندما تتحدث عن تأثير منتجك في حدث فذلك سيجعل العميل يشتري منك فورا. ومن المعروف فإن القصص تبقى في الذهن طويلا ومن الممكن أن يحكيها للآخرين ليقوموا هم أيضاً بالاستجابة والشراء وهو المطلوب.
- تكمن قيمة المنتج في القصة المرتبطة به. عندما تحكي قصة عن منتج ما فأنت تمنحه قيمة تميزه عن غيره. وبذلك تضمن تذكر علامتك التجارية من قبل العميل، حتى اذا احتاج منتجك أو خدمتك سيتجه فوراً للشراء منك دون غيرك.
- تحقيق تواصل أعمق مع الجمهور.
- يسمح السرد القصصي للمسوقين بتطوير علاقة عاطفية وتواصل أعمق مع العملاء. لأنهم يحبون القصص التي ترتبط بأشخاص يتشاركون معهم المشاكل نفسها ويريدون الحلول نفسها. بحيث تصبح علامتك التجارية خيارًا جذابًا عندما يرون كيف يستخدمها الآخرون.
والآن بعد أن تعرفت على أهمية السرد القصصي، لابد من معرفة استراتيجياته في التسويق لتضمن بقاء العملاء واستمرارهم في قراءة محتواك.
استراتيجيات السرد القصصي:
أولا: تحديد الفئة المستهدفة، وهذا يعني أن تختار من هو الجمهور الذي سيحتاج ما تقدمه وكيف ستثير اهتمامهم. وثم كيف ستحولهم لعملاء فعليين، وذلك من خلال سرد قصة جذابة تمثل حلولاً لمشكلاتهم.
ثانيا: اختر قصة مرتبطة بالمنتج أو الخدمة المقدمة، فمن البداهة معرفة ماهو المنتج الذي ستبيعه لتتمكن من سرد قصة عنه، ولكن لا تنسى ان تقدم قصة حقيقة مقنعة للجمهور والتأكد انهم فهموا فوائد منتجك وما هو من خلال القصة التي سردتها له.
ثالثا: كن صادقاً، في السرد القصصي وذلك لكسب ثقة جمهورك. فلن تكسب ثقتهم أبدا إذا لم تكن صادقا معهم، لانهم سيتمكنون من اكتشاف الأشياء غير الحقيقية التي ترويها او المبالغة في القصة.
رابعا: استخدم الإحصائيات، ويؤثر هذا أيضا بكسب ثقتهم ويعزز رغبتهم في الاستماع لقصتك.
خامسا: قِس وطوّر أسلوبك القصصي، يتطلب استقطاب المزيد من العملاء تطوير وتحسين أسلوبك عن القصة في المرة الأولى فالتنويع والتطوير هما أساس استمراريتك في هذا النوع من التسويق.
إذا كنت تمتلك قصة جيدة فابدأ باستغلال الأمر الآن. استخدام التفكير الإبداعي والتفكير خارج الصندوق، لتصل لقصص رائعة تسوق من خلالها لشركتك وخدماتك وأعمالك.
أدعوك لقراءة أهم ميزات التسويق الالكتروني.
حيث يمكنك البدء من هذه الأسئلة:
- من هو جمهورك المستهدف؟
- ما هي المواضيع الأكثر لفت للنظر، والمرتبطة بمنتجك تستطيع استخدامها؟
- كيف يمكن أن تحوّل هذه المواضيع إلى قصص مفيدة، مسلية وممتعة؟
- كيف يمكنك تقديم وإظهار مبادئ شركتك؟
- ما هي أفضل قصة تناسب عملك؟
ما هي تقنيات السرد القصصي؟
تقنيات السرد القصصي في التسويق (Storytelling) هي أدوات واستراتيجيات تهدف إلى إنشاء قصة مشوقة تثير اهتمام الجمهور وتساهم في إيصال رسالة العلامة التجارية بشكل مؤثر وملهم. وإليك بعض تقنيات السرد القصصي المستخدمة في التسويق:
1. التركيز على العميل كبطل القصة
اجعل العميل هو البطل الرئيسي في القصة، حيث تظهر العلامة التجارية كالداعم أو المساعد الذي يساعده على التغلب على التحديات أو تحقيق الأهداف.
مثال: إعلان يظهر شخصًا يواجه تحديات في حياته اليومية، ولكن باستخدام منتج معين يتمكن من تجاوز هذه العقبات وتحقيق النجاح.
2. التسلسل التقليدي للقصة (بداية، وسط، نهاية)
التقنية: اعتمد على هيكل القصة التقليدي الذي يحتوي على مقدمة لعرض المشكلة، ووسط يتناول كيفية مواجهة المشكلة، ونهاية تقدم الحل من خلال المنتج أو الخدمة.
مثال: إعلان يبدأ بعميل يواجه مشكلة، مثل عدم قدرته على تنظيم وقته، ثم يُظهر كيف يساهم المنتج في حل هذه المشكلة، وينتهي برضا العميل.
3. البناء العاطفي
التقنية: استخدم عناصر عاطفية قوية في السرد، مثل الفرح والحزن والفخر، أو الأمل لجعل الجمهور يشعرون بالتواصل الشخصي مع العلامة التجارية.
مثال: إعلان يعرض قصة عاطفية عن أسرة تتجمع بفضل منتج يربطهم مثل الإنترنت أو أدوات الاتصالات، مما يبرز أهمية المنتج في تعزيز العلاقات.
4. استخدام شخصيات يمكن للجمهور الارتباط بها
التقنية: ابتكر شخصيات تعكس جمهورك المستهدف أو حياتهم اليومية، حيث يمكن للجمهور التعاطف معها والتفاعل مع القصة.
مثال: شخصية أم تعمل وتعتني بأسرتها وتستخدم منتجات معينة لتسهيل حياتها. الجمهور يتعاطف مع تجربتها لأنها تشبه حياتهم.
5. التحدي والحل
التقنية: عرض مشكلة أو تحدٍ يواجهه العميل ثم تقديم المنتج أو الخدمة كحل فعال لهذا التحدي. هذه التقنية تبرز القيمة العملية للمنتج وتوضح كيف يمكن أن يساعد في الحياة اليومية.
مثال: إعلان يبدأ بعرض شخص يعاني من صعوبة في النوم، ثم يقدم المنتج (مثل مرتبة أو دواء) الذي يحل هذه المشكلة، وينتهي بإظهار الشخص وهو ينام بشكل مريح.
6. استخدام السرد البصري (Visual Storytelling)
الاعتماد على الصور والفيديو والرسوم البيانية لسرد القصة بدلا من النصوص الطويلة، حيث تكون الصور أو المشاهد أكثر قوة وتأثيرا في إيصال الرسائل العاطفية.
مثال: إعلان بسيط بصريا يظهر تحولات حياة شخص بفضل استخدام منتج معين دون الحاجة لكثير من الكلام، حيث تنقل الصور الرسالة بوضوح.
7. استدعاء الحنين (Nostalgia)
استغلال الذكريات واللحظات القديمة التي يمكن أن ترتبط بها شريحة معينة من الجمهور، مثل التذكير بالأوقات الجميلة في الطفولة أو الأحداث التاريخية المؤثرة.
مثال: إعلان لشركة ملابس يعرض الأزياء الكلاسيكية من حقبة ماضية ويربطها بمنتجاتها الجديدة، مستهدفًا الجمهور الذي يحن إلى الماضي.
8. الرسائل الملهمة والتحفيزية
سرد قصة تحمل رسالة ملهمة أو تحفيزية، تربط الجمهور بأهداف وطموحات تتجاوز المنتج نفسه وتلامس احتياجاتهم العميقة.
مثال: إعلان يظهر شخصا يسعى لتحقيق حلمه رغم العقبات، والمنتج أو الخدمة تساعده في رحلته، مما يجعل الجمهور يشعر بالإلهام والرغبة في تحقيق أهدافهم.
9. استخدام الخيال
بناء قصة خيالية أو أسطورية، حيث يتم تصوير المنتج أو العلامة التجارية في عالم فريد وخيالي. هذا يمكن أن يجذب الجمهور ويجعلهم يستمتعون بالتجربة الإعلانية.
مثال: إعلان لشركة ألعاب يعرض عالما خياليا يعيش فيه الأبطال الذين يستخدمون المنتجات لحل المشاكل وإنقاذ اليوم، مما يجعل الإعلان جذابا لعشاق الخيال.
10. البناء على القيم والمبادئ المشتركة
استغلال القيم المشتركة بين العلامة التجارية والجمهور، مثل البيئة والمسؤولية الاجتماعية، أو العمل الجماعي. هذه القصص تعمل على تعزيز الولاء وتبني علاقة بين العلامة التجارية والعملاء.
مثال: شركة تعزز استخدام المواد القابلة لإعادة التدوير في منتجاتها تعرض قصة عن التأثير البيئي الإيجابي وتبرز الدور الذي يمكن أن يلعبه المستهلكون في حماية البيئة.
أخير، لا يشتر العملاء عادة منك بناءً على ما تبيعه، بل لأن هناك سببًا وراء ذلك. حيث يمنحك السرد القصصي فرصة لعرض أسبابك بأكثر الطرق جاذبية ومتعة. اكتب أجمل القصص مع أفضل كتاب المحتوى والقصص عن علامتك التجارية ومنتجاتك. يمكنك الاستفادة من خدماتنا في هذا المجال بالضغط على الربط: كتابة المحتوى والمقالات.